تعزز الفنون الرقمية بمختلف قطاعاتها من قوة المشهد الإبداعي في إمارة دبي، التي باتت أحد أفضل المراكز العالمية لانتشار ونمو هذا النوع من الفنون البصرية.
وتعود بداية الفنون البصرية إلى ثمانينيات القرن الماضي، حيث بدأت التكنولوجيا تلعب دوراً محورياً في عالم الفن..
ومنذ ذلك الحين، شهدت دبي تطوراً كبيراً في هذا النوع من الفن، حيث ازدهرت المؤسسات الفنية والمعارض، التي تقدم الأعمال الرقمية والتفاعلية، في نموذج لافت قدم تجربة ناجحة في استثمار الفن على نطاق واسع في الاقتصاد الإبداعي.
مبادرات محلية
وفى السياق، يؤكد الفنان خالد البنا أن الفن الرقمي يعد مصدراً رئيسياً للابتكار والإبداع في دبي، حيث يتم عرض مجموعة متنوعة من الأعمال الرقمية، بدءاً من الفن التفاعلي واللوحات الرقمية إلى الأعمال المعمارية الرقمية.
وبالإضافة إلى ذلك، تستضيف دبي أيضاً معارض دولية رائدة مثل «معرض آرت دبي» و«معرض الفنون الرقمية» بدعم من المؤسسات الفنية والثقافية، التي توفر التمويل والمنح والمساحات الإبداعية للفنانين الرقميين.
ويضيف البنا: بالنسبة لسوق الفن الرقمي في دبي، فقد شهد ازدهاراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة. واحدة من أهم المفاهيم الناشئة في هذا المجال هي سوق الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT). التي تعتبر تقنية تشفير تسمح للفنانين ببيع أعمالهم الفنية الرقمية بشكل فريد وحصري، ما يمنحهم دخلاً إضافياً ويعزز قيمة أعمالهم الفنية.
وتعتبر دبي كذلك وجهة رائدة في سوق الرموز غير القابلة للاستبدال في المنطقة، حيث تستضيف معارض ومزادات تعرض الأعمال الفنية الرقمية وتسمح بشرائها وبيعها. ويعد سوق الرموز غير القابلة للاستبدال في دبي فرصة للفنانين، تمكنهم من تسويق أعمالهم الفنية بشكل مباشر للجمهور العالمي.
هوية ثقافية
وبما يتعلق بالدور الذي يلعبه الفن الرقمي في تعزيز الاقتصاد الإبداعي في المنطقة، تقول الفنانة التشكيلية صديقة جمعة إن توفر البنية التحتية المناسبة والدعم الحكومي للفنانين الرقميين، من أهم عوامل انتشار الثقافة الرقمية العالمية، ما يوفر فرصاً جديدة للفنانين لتسويق أعمالهم وتحقيق الاعتراف العالمي والنجاح المالي. ولطالما شكلت محوراً مهماً على خارطة الحراك الفني الإماراتي منذ أواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات.
اقتصاد الرموز
ويشير الفنان التشكيلي والرقمي هيثم بودي إن الرموز غير القابلة للاستبدال باتت ملمحاً مهماً من ثقافة الاقتصاد الإبداعي، حيث يرتكز مفهوم الرموز غير القابلة للاستبدال على حل المشكلة الأساسية التي لا تزال قائمة في العالم الرقمي، وتتمثل باعتبار نموذج إيرادات الإعلانات النموذج التجاري الموحد لجميع المنصات الإبداعية، حيث تزدهر الشركات الوسيطة على حساب المبدعين المتعاقدين معها.
استكشاف المستقبل
ويقول الفنان التشكيلي الرقمي أمير سليماني: بفضل تخصصنا في مجال الفنون الرقمية نشعر أننا محظوظون بتواجدنا في دبي التي تؤكد في مناسبات عدة الاستثمار في تكنولوجيا المستقبل، إلى جانب تعزيز جهودها كمركز عالمي لتقنيات الرموز غير القابلة للاستبدال والبلوك تشين والميتافيرس.